[center]قد أكون لا املك المقدرة على صياغة الكلمات كما يصياغها الشعراء الكُتاب لكن سأتحدث بكلمات قد يصعب فهمها لكن ستكون من أحساس إنسان قد جارت عليه الأقدار وكسرته رياح الأوهام ,وحطمته الأحزان.وأغرقته الدنيا في بحر الدموع
من هنا ابدأ قصتي…………………………………..
بدأت في عالمي الذي اختاره لي القدر أحاول أن اصنع أحلامي وأيامي ومستقبلي كما أريد ,لم أكن اعترف بأي شيء اسمه أو يدعونه حب لأني لا اصدق أنا هذا العالم لم يحاول السيطرة عليه واستعماره وتحويله إلى سلعه يتداولها أين كان وتباع بأرخص الأسعار,فلا يوجد من يقتنيها ويحفظها من الزوال وتكون لديه من أغلى الأشياء , كنت انظر لغيري من الفتيات على أنهن أحمق نساء الأرض وأغباهن كيف يرضون بأن يكن أول من يخدعن بهذه السلعة الرخيصة المنحطة ,إلى إن قابلت أول المخادعين والبارعين في عرضها وشرائها وقررت إن أكون مِن مَن يخدعن ويوهمن بقصر أسطوري وجنيات وخدم وحشم ,شعرت بأنه الشخص الوحيد الصادق الباقي في هذا الزمن الرديء أبحرت في بحور الأوهام والأساطير والخرافات ,وحلمتُ أحلاماً لم أكن اعلم أنها كوابيس وشياطين تضربني بأسواطها فالليل الألفُ المرات,وعدني بأن يكون سندي وعوني وروح جسدي ولم اعلم انه سيكون سببا لموتي وجنوني ويأسي ,كنت اعلم أن لهذا الحب نهاية واحده لا غير ومع ذلك قررت بأن تطول هذه النهاية لكن كان القدر هو الفاصل وهو المفرق كما جمعنا .
حاولت مرارت وتكرارا إن أتحدث إليه وان اسأله عن سبب تركي وحيده بين جراحي وألمي ,فأجب جوابا كان يقطعني أربا أرباً
أنها لم تكون سواء نزوة وشهوة في معانقة ذلك الجسد الذي يتعطش لبرد الحنان,ورغبه في لمس تلك اليدين الصغيرة كأيادي الأطفال الأبرياء ,والارتواء من الشفتين الورديتين اللتين يتلعثمن في الكلام عن اللقاء ,فنتهى حبي له لأنه كان نزوة …نزوة قتلت ذلك الحب الذي لم يكن يعرف الخداع أو الخيانة كنت افقدُ رغبة الحديث مع غيره ,
قد تسألني كيف أحببته فهل أقول أني كنت غارقة في بحر الأحزان وأخرجني إلى بر الأمان والحنان,وكنت جسدا ميت مهتري من كثر الجراح فمنحني روحا ببطاقة انتهت صلاحيتها قبل أن يستعملها جسدي ,كنت منفية ابحثُ عن وطن يأويني يحميني من ذئاب الكاسرة الجائعة التي لا تشبع أبدا .لكن لم اعلم انه أخرجني من بحر الأحزان إلى بحر الدموع واليأس والحرمان ,ويمزق ذلك الجسد الهزيل الضعيف الميت فلم اعلم انه اعطني الحب والقبر معا ,فقد كان أبشع وأشرس .
كنت أتنظر اتصاله كطفل ينتظر أمه بشغف ,وأحدثه عن أحلامي وأفكاري ومشاعري المجنونة كان يضحك ويقهقه ولم أكن اعلم انه يضحك على ساذجتي وانه يسخر من براءتي وعفويتي في الكلام ,لم اعلم انه كان يبحث عن فتاة تجعله يجن ويخاطب نفسه وتكسر كبرياءه المفتعل المزعوم ,حاولت أن أكون كما يريد لكن لم أستطيع فقلبي يرفض إن يخاطبه بعبارة تحرق ذلك الحب أو أن اجعله لعبتا في عباراتي وحروفي المفتعلة فلا أستطيع أن انطق سواء كلمه واحدة حبيبي فأنا لا احفظ غيرها ولا املك غير هذه الحروف , فمع ذلك لم يكترث لمشاعري ولحبي الذي أصبح يتساقط ورقه ورقه كل يوم عارية لا يكسوها شيء سواء أغصان ميتة تنتظر نزول مطرا آخر, أو كالنار التي بدأت تخمد حتى أصبحت جمرا ورماد . في احد أيام المارة على هامش الزمن طلب مني أن أراه سعدتُ بها الخبر وجن جنوني فسألته متى سأراك وكيف سأراك ؟؟فكان جوابه الساعة العاشرة صباحا في أحدى كفتيريا المدينة
فكنت أفكر كيف سيكون هذا اللقاء الأول لنا مع أني كنت اعرفه واقابلة يوميا لكن كان هذا لقاء فريد من نوعه لقاء الحبيب بحبيبته ورفيقته ,وكنت أفكر ما سأرتدي وما اللون الذي سيكون الشاهد على لقاءي وكيف سأسرح شعري .بقى على موعدي عشرين ساعة وكأنها عشرون يوم ,وعشرون أسبوع وعشرون شهر وعشرون سنه وعشرون قرن .فكان الوقت يعاندني فلم يقبل أن ينهي هذا اليوم ويأتي لي بيوم موعدي , لكن مر هذا الوقت وبكرت في صحوتي من نومي الذي كان يطول لكنه اليوم وبهذا اليوم فلن يطول أكثر من ذلك. فبعد استيقاظي من نوم ذهب استحم وخرجت كورده تساقطت عليها حبات الندى تنتظر مستنشقها . فلبستُ أجمل الثياب وكأني طفله تنتظر العيد الذي طال انتظاره .واستعدت إلى رحلتي الجميلة المنتظرة لكن بعدما اقتربتُ من مكان اللقاء بدأ جسدي يبرد ويصبُ عرقا وكأنه حان موعد الشتاء في بداية أيام الصيف وقلبي يدق كأنما طبول تدق وترتجف يدي كأنما زلزال عصف بها دخلت المطعم وقد أتيت قبل الموعد بنصف ساعة قد أفسر تصرفي حتى أحاول أن أعود نفسي على لقياءه أو لحتى اشتاق إلى إليه أكثر , جلس على المقعد وحدي انظر حولي حتى أتأكد من أني في المكان المطلوب ,كنت أفكر كيف سأستقبله سيستقبلني وما سأقول له وعن أي شيء سنتحدث وهل هو يتذكر الموعد أم نسى ولم يخطر في باله خفتُ وتملكني الرعب من انه نسى الموعد ولكن كان قلبي يواسيني ويشد من عزيمتي ويقول انه لو لم يريد رؤيتي لما طلب أن يراني واني انه قد أتيت قبل الموعد بنصف ساعة,نظرتُ لساعة ورجوتها أن تتحرك حتى تصبح عشرة ففي لحظه أصبح الوقت لصالحي وكانت ساعة اللقاء وإذا برجل يفتح باب المطعم وكأنه قد حان خروج الشمس على ارضي المظلمة منذ وقت طويل مد يده لي ومدت يدي فبتسم وجلس سألني أن كان قد تأخر فجاوبته لم تتأخر سوء عمرا ن عمري ضحك بصوت يشبه صوت الملاك البريء ضحكت معه مجاملته .وسألني أن طلب شيئا أو شربت شيئا لكن لم يعلم أن رؤيتي لوجه تكفي وهي ما أسعى له فعاود سؤالي أن كنت أطلب شيئا فقلت له لا.!؟
سألني ما أريد فقلت له قهوة من غير سكر فنظر لي باستغراب وتعجب! فقال: أنكِ تشبهيني في شربي لها, وكأنه هذا الشيء الوحيد الذي أشبهُ فيه . فنادى على النادل وطلب منه أن يأتي له بفنجانين من القهوة غير محلاه . فسجل ما نريد وذهب .
وفي لحظه عندما كنت انظر إليه مد يده لي كانت يدي ترتجف وترتعش خجلاً وخوفاَ أمام سحر عينيه وجمال كلامه وحديثة. أحسست حينها أني أصبحت في عالم الخيال والسحر الذي يحكى عنه, أردت أن لا يبعد تلك الأيادي عني تمنيت أن لا يتركني كالغيمة الهاربة عن حريق الشمس .
وبين لحظه وأخرى كانت عيناه تنظر للساعة ويمين ويسار ,وكأنه ينتظر مرور هذا الموعد بسرعة البرق دون أن يراه احد ,كنت أحاول أن اخفي شعوري الغريب اتجاه هذا الموقف بأن اسأله كيف ترى الحب ؟ هل هو بداية شك وغيره ووهم أم هو نهاية للأيام الحزينة.هل هو دمعه أو بسمه .أو عُمر لا يقبل القسمة على اثنان أو كالقبلة يتقسمها اثنين .فأجاب بالغة مليئة بالفلسفة والاستغراب من كلامي لكنه أجاب بأنهُ بداية لكل شيء ونهاية كل شيء. هكذا أجاب واكتفى ,وطلب مني أن لا اطلب منه تفسيراً.
تحدثنا كثيراً فكان في بعض الأحيان يكون الصمت هو الجواب وأحيان البسمة .
وحين حديثنا كنت أنظرتُ إلى وردة كانت في كأس على الطاولة تذبل وتميل كأنها شعرت بالملل من حديثا البارد الذي كان يخلو من العواطف والمشاعر في بعض الأحيان وكأنها كانت تتخيل أو كانت تحسب أنا لقاءنا سيكون كالأرض التي تعشق المطر لكنه خاب أملها وخاب أملي أنا أيضاً .وكأننا كنا أغراب وكل واحد منا لا يعرف الثاني ,وكأننا لسنا أحباب فماتت تلك اللهفة المجنونة فكم كنا قاسيين على ذلك الحب .وتتألم تلك الزهرة وتسأل من فينا هو المقصر هل كنت أنا أم هو أم هو الزمن , كانت تخاطبنا بأن ننهي ذلك اللقاء المزيف البارد الذي يسكنه الخوف من موت تلك المشاعر التي لم تكون موجودة في الاصل.