فداكى يا بلدى ...فداكى يا مصر

صعقتنى الطلقة لا بل الطلقات .طلقات الرصاص التى انطلقت تجاهى

وقعت ارضا وقد تفجر الدم من كل جسدى بشراهة

اخذت احاول ان ازحف بعيدا حتى ارتميت خلف احدى التبات الرملية العالية

وانا الهث بقوة والدماء تغرقنى وتستمر بالاندفاع من جسدى بقوة

اتذكر حياتى باكملها وكانها شريط سينمائى سريع العرض

اتذكر طفولتى

وكيف زرع بى ابى وامى معنى كلمة وطن لا اقصد بزرعها مجرد كلمة ولكنى اعنيها الوطن كان جزء من قلبهما

وجعلانى انا ايضا هكذا كنت اتشاجر مع اصدقائى اذا سمعت من يسئ فى حق وطنى

اتذكر مراهقتى

وكيف احببت الاستماع للاحاديث السياسية وكيف احببت ان اقراء عن انجازات وطنى الحبيب

وكيف كان هو اصل الحضارة والرقى امتلئت نفسى فخر وثقة

وصرت انشر بين اصدقائى هذة الامجاد واحسهم بانة يجب ان نكون نحن مستقبل هذة الحضارة الزاهية مستقبلها المشرق

تضاحكوا على اصدقائى وسخروا منى بشدة وهم يقولون انت كثير الحلم نحن لا نرغب بالعيش بتلك البلد بعد ان ننهى دراستنا فسوف ننطلق الى الخارج

اصرخ بهم لاقول وطننا يحتاج لسواعدنا جنبا بجنب وسنكون احسن من اى دولة اخرى

يديرون لى ظهورهم وينطلقوا ساخرين على

اتذكر شبابى

وكيف اخترت كلية العسكرية برغبتى وبالطبع اخترت الجيش لانة يمثل الامة

ولانى احسست بدورة البارز على مر العصور

ونمى ذلك الحب الزروع بقلبى الى قلبى كلة

وتعلمناان وطننا فوق الجميع

فوق مشاعرنا فوق اهلنا فوق نفسنا

تعلمنا اننا بتضحيتنا بكل غالى و ثمين هو سبيل لنمو وطنى وبقائة شامخ ينعم بالحرية

تعلمنا ان وطننا هو حب عمرنا الذى يجب الانضيعة ابدا

ها انا الفظ انفاسى الاخيرةوانا لست نادم لانى سوف اموت من اجل وطنى الحبيب

ضحيت بروحى حتى لا تهان يا وطنى

انعم بالحرية انعم بالرخاء والرغد

ما هذا؟شئ وقع على راسى

انا علم بلدى يا الهى انة هو وبجانبة جثة زميلى حامل لة

انتزعت من يدة العلم ورغم جراحى ونزيفى المتزايد استندت بقوة على العلم وارتقيت التبة الرملية بصمود والم

لاغرز العلم بقوة فى الرمال تلك التبة

واصرخ باعلى صوتى

الله اكبر ..الله اكبر ..الله اكبر

وتنطلق بصدرى اخر طلقة اودت بحياتى وطرت بعيدا لاسقط على الارض

ولكن لم يدر فى ذهنى وقت سقوطى سوى انى رفعت علم بلدى عاليا

وابتسمت وفارقت الحياة جسدى

ووطنى ينعم بحرية وكرامة


اتمنى ان تكون نالت اعجابكم
تقبلوا فائق احترامى وتقديرى